أرشيف الفتاوى - 25532

ما يقال بعد الرفع من الركوع

السؤال

وردنا السؤال التالي:

هل القيام بعد الركوع يكون موضع حمد أم موضع شكر؟ وجزاكم الله خيرا

1 الاجابة

الجواب وبالله التوفيق :

جاء في الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده ، فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد ؛ فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه مسلم في صحيحه برقم 409 . شرح النووي على صحيح مسلم - (4 / 121) ( وقوله صلى الله عليه وسلم : ( وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد يسمع الله لكم ) : فيه دلالة لما قاله أصحابنا وغيرهم أنه يستحب للإمام الجهر بقوله ( سمع الله لمن حمده ) وحينئذ يسمعونه فيقولون . وفيه دلالة لمذهب من يقول لا يزيد المأموم على قوله ربنا لك الحمد ولا يقول معه سمع الله لمن حمده ، ومذهبنا أنه يجمع بينهما الإمام والمأموم والمنفرد ؛ لأنه ثبت أنه صلى الله عليه وسلم جمع بينهما ، وثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال : " صلوا كما رأيتموني أصلي " . ومعنى " سمع الله لمن حمده " : أي أجاب دعاء من حمده . ومعنى " يسمع الله لكم " : يستجب دعاءكم . قوله : " ربنا لك الحمد " هكذا هو هنا بلا واو وفي غير هذا الموضع ربنا ولك الحمد وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بإثبات الواو وبحذفها وكلاهما جاءت به روايات كثيرة والمختار أنه على وجه الجواز وأن الأمرين جائزان ولا ترجيح لأحدهما على الآخر . وعلى إثبات الواو يكون قوله (ربنا ) متعلقا بما قبله تقديره : سمع الله لمن حمده ، يا ربنا فاستجب حمدنا ودعاءنا ولك الحمد على هدايتنا لذلك ) انتهى مختصراً . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، وكلنا لك عبد ، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) رواه مسلم . قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم (4 / 193) : ( وفي هذا الحديث فوائد منها : استحباب هذا الذكر ) . وروى البخاري في صحيحه عن رفاعة بن رافع الزرقي قال : ( كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، قال رجل وراءه : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه . فلما انصرف قال : من المتكلم؟ قال: أنا. قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول ) . وفي مرقاة المفاتيح - (1 / 48) : ( قيل : الحمد والمدح والشكر ألفاظ مترادفة . والمحققون بينها يفرقون ويقولون : - إن الحمد : ( هو الثناء باللسان على الجميل الاخيتاري من نعمة وغيرها ) . - والمدح يعم الاختياري وغيره ، ولذا يقال : مدحته على حسنة ولا يقال : حمدته عليه . - والشكر : ( فعل ينبئ عن تعظيم المنعم بمقابلة النعمة سواء يكون باللسان أو الجنان والأركان ) ، فمورد الحمد خالص ومتعلقة عام والشكر بخلافة ، وحقيقة الشكر ما روي عن الجنيد أنه : ( صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه إلى ما خلق لأجله ) انتهى . وبعض العوام يزيدون في دعاء الاعتدال كلمة ( الشكر ) فيقولون : ( ربنا لك الحمد والشكر ) ، وهي كلمة لم ترد في أذكار الاعتدال ، وينبغي تركها والاقتصار على الوارد . فالحاصل فإن الاعتدال موضع حمد ، بدليل ما يقال فيه من حمد الله تعالى كما تقدم ذكره في الرويات السابقة . والله تعالى أعلم .

الفئة الرئيسية

العبادات والطهارة

الفئة فرعية

الصلاة

آخر تحديث للفتوى

عودة