أرشيف الفتاوى - 54853

حكم قراءة القرآن للحائض من الجوال ونحوه

السؤال

وردنا السؤال التالي:

هل يجوز قراءة القرآن من تطبيق في الهاتف وأنا في أيام الحيض؟

وجزاكم الله خيرا

1 الاجابة

الجواب وبالله التوفيق :

لا تجوز قراءة القرآن للحائض ولا للجنب عند جماهير الأئمة والفقهاء -خلافا للمالكية الذين أجازوا لها القراءة وقت الحيض دون اللمس، لأن حيضتها ليست بيدها كالجنب-.

فلا تقرأ من المصحف ولا من الحفظ والصدر ولا من الحاسوب أو الجوال ، إنما تسبح وتحمد وتكبر وتهلل وتستغفر وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وتدعو الله تعالى وتتصدق وغير ذلك من أنواع الذكر والدعاء .أما المرأة غير الحائض .. فيجوز لها أن تقرأ القرآن الكريم وأن تلمس المصحف إن كانت على وضوء ، وإن كانت من غير وضوء فالمحرم عليها لمس المصحف فقط دون القراءة ، فلا يشترط لقراءة القرآن غيباً أو من جوال أو حاسوب أن يكون القارئ متوضئا .

واستدل الجمهور بأحاديث منها :ما رواه الترمذي في سننه 1/ 236 حديث رقم 98 عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن )) .قال الترمذي عقب الحديث : ( وهو قول أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم مثل سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق قالوا : لا تقرأ الحائض ولا الجنب من القرآن شيئا إلا طرف الآية والحرف ونحو ذلك ، ورخصوا للجنب والحائض في التسبيح والتهليل ...) انتهى باختصار .

ولينظر إلى قول الإمام الترمذي في آخر كلامه : ( ورخصوا للجنب والحائض في التسبيح والتهليل ...) .وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه ) رواه مسلم وغيره . قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم - (4 / 68) في شرح هذا الحديث :( هذا الحديث أصل في جواز ذكر الله تعالى بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد وشبهها من الاذكار وهذا جائز باجماع المسلمين . وانما اختلف العلماء في جواز قراءة القرآن للجنب والحائض فالجمهور على تحريم القراءة عليهما جميعا ... ) .ولا تمنع الحائض مما فيه أذكار أو تحصين أو علاج أو رقية لا بنية قراءة القرآن...، وكذا قراءة المعوذتين والإخلاص وآية الكرسي ونحوها من آيات التحصين ، و ما تشتمل عليه أذكار الصباح والمساء بنية التحصن ، كما لا تمنع من ذكر الله تعالى بأنواعه ، والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم، بل هو مطلوب .كما يجوز للحائض أن تستمع للقرآن دون ترديد خلفه ، وكذا قراءة القرآن نظراً بالعين دون نطق وتلفظ لحروفه .. سواء كان عن طريق الجوال أو الحاسوب أو المسجل .قال الإمام النووي في المجموع [2 /185] :((يجوز للجنب والحائض النظر في المصحف - ( أي من غير لمس مباشر له ) - وقراءته بالقلب دون حركة اللسان . وهذا لا خلاف فيه )) .والأجهزة الحديثة كالحاسوب أو الجوال ونحوهما .. ليس لها حكم المصحف من ناحية اللمس ، فيجوز لمسها للمحدث حدثاً أصغر وللجنب والحائض بخلاف القراءة فلكل حكمه كما سبق تفصيله .

والله تعالى أعلم .

الفئة الرئيسية

العبادات والطهارة

الفئة فرعية

الطهارة

آخر تحديث للفتوى

عودة