بوابة الخدمات الذكية

الجواب وبالله التوفيق:

بالنسبة للحامل فقد اختلف العلماء في كون الدم الخارج منها، هل يعتبر حيضا أم استحاضة ودم فساد، على قولين:

فذهب الشافعية، والمالكية، ورواية عند أحمد، وبعض التابعين، إلى أن الدم الخارج ومنها يعد دم حيض وأكثره خمسة عشر يوما ومازاد فهو استحاضة.

وذهب الأحناف، ورواية عند أحمد، والشافعي في القديم، وهو قول سعيد بن المسيَّب، والحسن، وعطاء، والحَكم بن عُتيبة، والنَّخَعيُّ، والشَّعبيُّ، وحمَّاد بن أبي سليمان، وسليمان بن يَسار، ونافع مولى ابن عمر, وأحد قولي الزُّهريِّ, وهو قول سفيان الثوريِّ، والأوزاعيِّ، وأبي عُبيد، وأبي ثو، أن الدم الخارج دم استحاضة، وأن الحامل لاتحيض.

والقول الثاني هو الأيسر من ناحية التطبيق والنظر، ويؤيده قول الله تعالى: { وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}، فجعل عدَّة الحامل أن تضع حملَها، ولم يجعلْه بالحيضِ، ولو كانت تحيضُ لجَعَل عِدَّتَها ثلاثةَ أقراءٍ كغيرِ الحامِل.

وروى مسلم في صحيحه عن ابن عمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما: (أنَّه طلَّق امرأتَه وهي حائض، فسأل عمرُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: مُرْه فلْيراجِعْها، ثمَّ لْيطلِّقها طاهرًا أو حاملًا)، فجعل الحَملَ عَلَمًا على عَدَمِ الحَيضِ.

والله سبحانه أجرى العادةَ بانقلابِ دمِ الطَّمثِ لبنًا وغذاءً للحَملِ، فالخارِجُ وقتَ الحملِ يكون غيرَه، فهو دمُ فسادٍ.

والله تعالى أعلم