أرشيف الفتاوى - 19138

كيفية التصرف بأموال الجمعيات والتعامل مع أرباح البنكية

السؤال

وردنا سؤال يقول فيه صاحبه:

 جمعية لديها حسابات جارية في البنك، وإن هذه الحسابات تكون بها أرصدة كبيرة نقدية، وإن مجلس إدارة الجمعية قد ارتأى أن يحول جزءاً من هذه المبالغ إلى ودائع ذات فترة زمنية محددة؛ وذلك ابتغاء الاستفادة من ريع هذه المبالغ في أوجه الخير.

لذا يرجي التكرم بتوجيهنا للطريق الصحيح بخصوص شرعية الودائع المصرفية لدى البنك؟

 وشكرا

1 الاجابة

الجواب وبالله التوفيق:

لا نعلم حقيقة ما يجري في الودائع المصرفية لدى البنك.

غير أننا نفيدكم بالحكم الإجمالي لهذه المسألة وهو: أن إيداع النقود لدى أي مصرف بقصد توفير ربح من ذلك الإيداع هو في أصل وضعه حرام، لأن الإيداع البنكي يصنف في حقيقة وضعه على أنه قرض بفائدة، حيث إن البنك يأخذ ذلك المبلغ وينميه بطريقة الإقراض بفائدة، أو الاستثمار بالطريقة التي يتبعها، ثم يأخذ جزءاً من تلك الفائدة، ويعطى صاحب المال جزءاً أقل بكثير مما يأخذه.. وهذا هو حقيقة القرض بفائدة المجمع على تحريمه.

فإن كان لدى البنك أسلوب تعاملي غير هذا، كأن كان لديه صفقة تجارية ودخلتم معه في هذه الصفقة بطريقة المضاربة وبنسبة من الربح معلومة بينكم، أو نحو ذلك من أنواع التجارات الجائزة شرعاً، فإنه لا حرج في ذلك..

مع ملاحظة ضمانكم لهذا المال إذا تلف؛ لأن تصرفكم فيه مشروط بالضمان، لأنه تصرف في غير جهة المصارف التي عينها المتصدقون والمزكون.

لذلك ننصح بأن تبقى هذه الأموال معدّة بأيديكم لصرفها لمستحقيها عند كل مقتضٍ، وتبقى على أصل وضعها التي وضعها أهلوها من غير أن تشاب بأي شائبة، حرصاً على طيب المال ونقائه، ليكون أرجى للقبول؛ لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وقد قال سبحانه: {إنما يتقبل الله من المتقين} ولا تتحقق التقوى إلا إذا سلك المرء مسلك الورع الذي هو ملاك الدين، وأنتم مؤتمنون على ذلك ومسئولون أمام الله تعالى، ولستم مسئولين عن تنمية هذه الأموال.

والله تعالى أعلم

الفئة الرئيسية

العبادات والطهارة

الفئة فرعية

الزكاة والصدقة

آخر تحديث للفتوى

عودة