أرشيف الفتاوى - 19465

معنى حمل الأمانة

السؤال

وردنا سؤال يقول فيه صاحبه :

من المعلوم أن سيدنا آدم عليه السلام كان نبياً كريماً، فهل هو المعني بقوله تعالى: { وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } [سورة الأحزاب : الآية 72]، فإن كان هو فكيف وصف بذلك؟ وإن لم يكن هو فمن هو ذلك الإنسان الذي عرضت عليه الأمانة فحملها؟

1 الاجابة

الجـــــــواب وباللـــه التوفيــــق :

نعم قيل في التفسير ذلك، فعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في تفسير قوله تعالى: { وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } [سورة الأحزاب : الآية 72] قال: الطاعة عرضها عليها قبل أن يعرضها على آدم فلم تطقها، فقال لآدم: يا آدم إنِّي قد عرضت الأمانة على السماوات والأرض والجبال فلم تطقها فهل أنت آخذها بما فيها؟ قال: يا رب وما فيها؟ قال: إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت، فأخذها آدم فتحملها ... كما أخرجه ابن جرير في تفسيره للآية الكريمة.

غير أن بعض أهل التفسير لم ير ذلك، ويرى أن المراد به جنس الإنسان كما في قوله تعالى: { إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } [سورة العاديات :الآية 6] وقوله: { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ } [سورة البلد :الآية 4] وقوله: { إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ } [سورة العصر :الآية 2] وهذا ما يدل عليه سياق الآية الكريمة، إذ قال سبحانه بعد ذلك: { لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ .... } [سورة الأحزاب :الآية 73].

وقيل المراد به الكافر الذي لم يؤد الأمانة  في الإيمان بالله تعالى مع أخذ العهد عليه به في عالم الذّر.

ومع القول بأنه آدم عليه السلام فلا ينافي ذلك نبوته وفضله؛ فإنه لم يكن يعلم أنه لا يطيق حملها، والظلم مراتب، فظلم دون ظلم، وما من إنسان إلا وهو ظالم لنفسه، إما بالوقوع في المعصية، أو في التقصير في الطاعة؛ فحسنات الأبرار سيئات المقربين، كما يقول أهل العلم، إلا من استثناهم الله تعالى من السابقين إلى الخيرات، وعلى رأسهم الأنبياء والمرسلون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

والله سبحانه وتعالى أعلم.

الفئة الرئيسية

القرآن والحديث

الفئة فرعية

القرآن الكريم

آخر تحديث للفتوى

عودة