أرشيف الفتاوى - 19572

حكم تسوية الصف في الصلاة

السؤال

وردنا سؤال يقول فيه صاحبه:

ما حكم إلصاق القدم بالقدم والمنكب بالمنكب في صلاة الجماعة، وعن قول الصحابي بعد الحديث الشريف: " إنا كنا نلزق القدم بالقدم والمنكب بالمنكب

1 الاجابة

الجـــــــواب وباللـــه التوفيــــق :

ذهب جمهور الفقهاء – ومنهم المذاهب الأربعة – إلى استحباب تسوية الصفوف والتراصِّ فيها وسد الفُرَج، كما دلت عليه السنة المطهرة، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري ومسلم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أقيموا الصَّفَّ في الصلاة، فإنَّ إقامة الصَّف من حُسْن الصلاة ». وهذا الأمر للاستحباب بدليل قوله صلى الله عليه وسلم في تعليله « فإن إقامة الصف من حُسن الصلاة »، فقد نقل الحافظ العراقي في طرح التثريب (2/325): عن ابن بطال قوله: " هذا يدلُّ على أنَّ إقامة الصفوف سُنَّة؛ لأنه لو كان فرضاً لم يجعله من حُسن الصلاة؛ لأنَّ حُسن الشيء زيادة على تمامه، وذلك زيادة على الواجب " ا هـ. وأمَّا الحديث الذي ورد في السؤال وهو حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أقيموا صفوفكم فإني أراكم من وراء ظهري، قال أنس: وكان أحدُنا يُلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه » كما رواه البخاري. فاللزق المذكور فيه ليس المراد به ظاهر اللزق كما ذكر شُرَّاح الحديث، وإنَّما المراد به المحاذاة وتعديل الصف وسد الخلل الذي فيه، كما ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (2/211) وقال: " المراد بذلك المبالغة في تعديل الصف وسد خَللَهِ " ا هـ. ونحوه في عمدة القاري (5/259). وقد أَمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بذلك كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسُدُّوا الخَلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفاً وصله الله، ومن قطع صفاً قطعه الله » رواه أبو داود. فأمر بالمحاذاة، ولم يأمر بلزقها، ونهى عن الفرجات المؤثرة التي تبدو في رأي العين، وليس مجرد الفرق اليسير. فينبغي للمصلِّي أن يحافظ على تسوية الصف وسدّ الخلل دون مبالغة ولا إيذاء للمصلِّين الآخرين حتى لا يشوِّش عليهم ويذهب خشوعهم، فإن ذلك من أذية المؤمنين المؤدية إلى الشحناء. وقد سبق الجواب عن مثل هذا السؤال بجواب مماثل في المجلد الخامس من كتاب " فتاوى شرعية " (ص 68-69 ) فلينظر للاستزادة. والله أعلم.

الفئة الرئيسية

العبادات والطهارة

الفئة فرعية

الصلاة

آخر تحديث للفتوى

عودة