أرشيف الفتاوى - 19776

حكم المرور بين يدي المصلي أثناء اتخاذه سترة

السؤال

وردنا سؤال يقول فيه صاحبه:

ما هو الحكم الشرعي إذا مر شخص من أمام المصلين أثناء الصلاة الجماعية خطأً أو عمداً.

لأنه حدثت مشادة بين اثنين من المصلين أثناء مرور أحدهما أمام الآخر، فقام بالتطاول على المار بالكلام البذيء.

فنرجو من سيادتكم إصدار فتوى بالحكم الشرعي في هذه المسألة لإصلاح ذات البين؛ لكي يعلموا الحكم الشرعي فيها؟

وجزاكم الله خيراً.

1 الاجابة

الجـــــــواب وباللـــه التوفيــــق :

يحرم المرور بين يدي المصلي إذا كان قد اتخذ سترة بين يديه، أو كان خلف إمام كمـا في صـورة السؤال؛ كما ذهب إليه كثيرٌ من أهل العلم وهو اختيار الفتوى فإن الإمام سترة لمن خلفه، لما روى البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إذا صلَّى أحدكم إلى شيءٍ يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان ». والأمر بالمقاتلة للندب لا للوجوب باتفاق أهل العلم كما في فتح الباري (1/583). ومعنى فليقاتله: فليدفعه بالأخف فالأخف؛ لكونه انتهك حرمته، وشوش عليه، وأذهب خشوعه الذي هو روح الصلاة، وكان الأجدر به أن يقف حتى يفرغ من صلاته إن لم يكن له مسلك آخر فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي جهيم رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: « لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه ». فإن لم يتخذ لنفسه سترة، ولم يكن خلف إمام فإنه قد فرط في حق نفسه، فلم يكن المرور بين يديه حينئذ محرماً، بل مكروهاً فقط، ولا يجوز له الدفع عندئذ.

وقد ذكر العلماء أن المرور بين يدي المصلي له أربع صور:

الأولى: أن يصلي إلى سترة في غير طريق الناس، وللمار مندوحة فيأثم المار دون المصلي.

الثانية: أن يصلي في طريق الناس بغير سترة أو يكون متباعداً عنها ولا يجد المار مندوحة إلا من هذا المكان؛ فيأثم المصلي دون المار.

الثالثة: أن يصلي في طريق الناس بغير سترة، ويجد المار مندوحة فيأثمان جميعاً.

الرابعة: أن يصلي إلى سترة في غير طريق الناس كالصورة الأولى، لكن لم يجد المار مندوحة للخروج؛ فلا يأثمان، فإنه إذا ضاق الأمر، اتسع والمشقة تجلب التيسير.

وبناءً عليه فينبغي للمصلي أن يحتاط لنفسه، ويعمل بالسنة من اتخاذ السترة، وعدم الوقوف في ممرات الناس، فإن لم يَعمل بها، فلا ينبغي له أن يشدد على أخيه، بل يلتمس له عذراً من أنه لم يجد ممراً إلا أمامه، وذلك حرصاً على التآخي وسلامة الصدور.

والله سبحانه وتعالى أعلم.

الفئة الرئيسية

العبادات والطهارة

الفئة فرعية

الصلاة

آخر تحديث للفتوى

عودة