بوابة الخدمات الذكية

الجواب وبالله التوفيق:

اختلف الفقهاء في قراءة المأموم خلف الإمام : - فذهب المالكية والحنابلة إلى أنه لا تجب القراءة على المأموم سواء كانت الصلاة جهرية أو سرية لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة). رواه ابن ماجه ( 1 / 277 ) من حديث جابر ، وضعف إسناده البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 175 ). ونص المالكية والحنابلة على أنه يستحب للمأموم قراءة الفاتحة في السرية . وعن الإمام أحمد رواية أنها تجب في صلاة السر . - وذهب الحنفية إلى أن المأموم لا يقرأ مطلقا خلف الإمام حتى في الصلاة السرية ، ويكره تحريما أن يقرأ خلف الإمام ، فإن قرأ صحت صلاته في الأصح . قالوا : ويستمع المأموم إذا جهر الإمام وينصت إذا أسر ، لحديث ابن عباس قال : صلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ خلفه قوم، فنزلت { وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا } الأعراف204 . روى الحديث ابن مردويه كما في الدر المنثور للسيوطي 3 / 155. قال أحمد : أجمع الناس على أن هذه الآية في الصلاة . ولأن المأموم مخاطب بالاستماع إجماعا فلا يجب عليه ما ينافيه، إذ لا قدرة له على الجمع بينهما ، فصار نظير الخطبة ، فإنه لما أمر بالاستماع لا يجب على كل واحد أن يخطب لنفسه بل لا يجوز، فكذا هذا. - وذهب الشافعية إلى وجوب قراءة الفاتحة على المأموم في الصلاة مطلقا سرية كانت أو جهرية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب. وقد نص الشافعية والحنابلة على كراهة قراءة المأموم حال جهر الإمام ، واستثنى الشافعية حال ما إذا كان يخاف فوت بعض الفاتحة . ونص الشافعية أيضا على أن من علم أن إمامه لا يقرأ السورة أو لا يقرأ إلا سورة قصيرة ولا يتمكن من إتمام الفاتحة فإنه يقرؤها مع الإمام ، ويستحب للمأموم أن يقرأ في سكتات الإمام أو كان لا يسمع الإمام لبعده أو لصمم . وقال الحنابلة : يستحب أن يقرأ في سكتات الإمام الفاتحة على المذهب . وللتفصيل ينظر : حاشية ابن عابدين 1 / 366 ، حاشية الدسوقي على الشرح الكبير 1/ 236 ، مغني المحتاج 1/ 156 ، البجيرمي على الخطيب 1/ 58 ، وكشاف القناع 1 / 386 . والخلاصة : فإن الأحوط قراءة الفاتحة مطلقاً سوى للمأموم وللمنفرد ، في الصلاة السرية والجهرية خروجاً من خلاف من أوجبها . وعلى المأموم أن يستمع لقراءة الإمام عقب الفاتحة في الصلاة الجهرية للأمر به في الآية السابقة . والله تعالى أعلم.