أرشيف الفتاوى - 54187

صلاة الاستخارة ومعرفة نتيجتها

السؤال

وردنا السؤال التالي:

بعد أن أصلي الاستخارة، هل أسعى فيما استخرت فيه، أم أنه يتعين علي الانتظار؟ وجزاكم الله خيرا

1 الاجابة

الجواب وبالله التوفيق :

عليك بتكرار صلاة الاستخارة ، والأخذ بالأسباب الظاهرة من محاولة السعي لإتمام الأمر واستشارة أهل الفضل والصلاح، فإن لم تحصل استجابة أو يفتح عليك فيه فاعلم أن في ذلك الرفض خير لك، فالله تعالى عالم بما هو خير لعبده وعالم بما كان وبما سيكون .

ومعنى الاستخارة هو تفويض الأمر لله تبارك وتعالى، وسؤاله أن ييسر ما هو خير للإنسان، وما هو الأصلح له في الدنيا والآخرة .

وفي إعانة الطالبين 1/297 :"ويكررها إلى أن ينشرح صدره لشئ، ثم يمضي فيما انشرح له صدره. فإن لم ينشرح أخر إن أمكن، وإلا شرع فيما تيسر، ففيه الخير إن شاء الله تعالى".

قال في الاحياء: فمن هم بأمر وكان لا يدري عاقبته، ولا يعرف أن الخير في تركه أو في الاقدام عليه، فقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يصلي ركعتين، يقرأ في الأولى فاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون، وفي الثانية الفاتحة وقل هو الله أحد .فإذا فرغ دعا وقال: اللهم إني أستخيرك بعلمك....إلخ".

قال النووي في الأذكار ( ص 171-171 ) :"يستحب أن يستشير قبل الاستخارة من يعلم من حاله النصيحة والشفقة والخبرة ، ويثق بدينه ومعرفته . قال تعالى:(وشاورهم في الأمر) آل عمران:159.ودلائله كثيرة، وإذا شاور وظهر أنه مصلحة استخار الله سبحانه وتعالى في ذلك فصلى ركعتين من غير الفريضة ودعا بدعاء الاستخارة".

والأفضل أن تصلى في غير أوقات الكراهة، وتحري أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل ونحوه .

وقال جمهور الفقهاء: ينبغي أن يكرر المستخير لاستخارة بالصلاة والدعاء سبع مرات؛ لما روى ابن السني عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه".رواه ابن السني في عمل اليوم ص161، لكنه ضعيف كما في فيض القدير 1/450 ، وغيره .

ويؤخذ من أقوال الفقهاء أن تكرار الاستخارة يكون عند عدم ظهورشيء للمستخير، فإذا ظهر له ما ينشرح به صدره لم يكن هناك ما يدعو إلى التكرار .

وصرح الشافعية بأنه إذا لم يظهر له شيء بعد السابعة استخار أكثر من ذلك .

قال النووي فى كتابه " الأذكار" (ص96) :"وإذا استخار مضى بعدها لما ينشرح له صدره" .

ومتى انشرح صدرك لأحد الأمرين فذلك هو علامة أن الله اختار لك ذلك الشيء، ولا يعتمد على انشراح كان فيه هوى ورغبة للمستخير قبل الاستخارة .

ولا يلزم أن يرى المستخير بعدها رؤيا منامية أو نحوها، فقد يحصل الانشراح أو قبول الشيء أو النفور منه دون رؤيا، وإن كان يستأنس بالرؤيا الصالحة .

ومن علامات الخير والسداد فيما أنت مقدم عليه هو تيسير ذلك الأمر وسرعته وقلة العوائق المانعة من تمامه، فإذا رأيت عكس ذلك من العرقلة والموانع أو عدم انشراح الصدر فلعلها إشارات ورسائل تفيد أن الأولى تركه .

والله تعالى أعلم .

الفئة الرئيسية

الأحوال الشخصية

الفئة فرعية

النكاح

آخر تحديث للفتوى

عودة