أرشيف الفتاوى - 54455

حكم نوم الطفل المميز مع آخر على سرير واحد

السؤال

أنا شاب..وليس لدينا في البيت غير سريرين أحدهما لأبي وأمي والآخر لي ولأخي ...فهل يجوز لي النوم تحت غطاء منفصل عن أخي على نفس السرير؟

1 الاجابة

الجواب وبالله التوفيق: حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على التفريق بين الأولاد في المضاجع وأمر بذلك أمرا سداً لذريعة الوقوع في محظور شرعي فقال عليه الصلاة والسلام: " مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع".فلا يجوز للأولاد الذكور إذا بلغوا الحلم وكان سنهم عشر سنوات أن يناموا مع أمهاتهم أو أخواتهم في مضاجعهم أو في فرشهم؛ احتياطا للفروج، وبعدا عن إثارة الفتنة، وسدا لذريعة الشر، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتفريق بين الأولاد في المضاجع، إذا بلغوا عشر سنين، فقال: «مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع».وقد فسر أهل العلم التفريق في المضاجع بأمرين :الأول : التفريق بين فرشهم ، وهذا هو ظاهر الحديث الثاني .الثاني : ألا يناما متجردين على فراش واحد ، فإن ناما بثيابهما من غير ملاصقة جاز ذلك عند أمن الفتنة .قال زكريا الأنصاري رحمه الله : " التفريق في المضاجع يصدق بطريقين: أن يكون لكل منهما فراش ، وأن يكونا في فراش واحد ولكن متفرقين غير متلاصقين، وينبغي الاكتفاء بالثاني; لأنه لا دليل على حمل الحديث على الأول وحده .قال الزركشي حمله عليه هو الظاهر بل هو الصواب للحديث السابق :( فرقوا بين فرشهم )مع تأييده بالمعنى وهو خوف المحذور " انتهى من "أسنى المطالب" (3/113).وقال في "كشاف القناع" (5/18) : " ( وإذا بلغ الإخوة عشر سنين ذكورا كانوا أو إناثا , أو إناثا وذكورا، فرق وليُّهم بينهم في المضاجع فيجعل لكل واحد منهم فراشا وحده )لقوله صلى الله عليه وسلم : ( وفرقوا بينهم في المضاجع )أي حيث كانوا ينامون متجردين كما في المستوعب والرعاية " انتهى. وقال ابن مفلح رحمه الله : " ومن بلغ من الصبيان عشرا منع من النوم مع أخته ومع محرم غيرها متجردين ذكره في المستوعب والرعاية ،وهذا والله أعلم على رواية عن أحمد واختارها أبو بكر. والمنصوص واختاره أكثر أصحابنا وجوب التفريق في ابن سبع فأكثر ، وأن له عورة يجب حفظها ، والمسألة مشهورة مذكورة في كتاب الجنائز " انتهى من "الآداب الشرعية" (3/538).وإنما ذكرنا هذا للفائدة ، ولئلا يُظن أن الحديث يقتضي عدم نوم الأخ مع أخته في غرفة واحدة ، وإن كان هذا هو الأولى لمن تيسر له ذلك . والله تعالى أعلم.

الفئة الرئيسية

الإيمان والعقيدة

الفئة فرعية

العقيدة

آخر تحديث للفتوى

عودة