أرشيف الفتاوى - 54960

استحباب المضمضة بعد الطعام والشراب

السؤال

وردنا السؤال التالي:

هل يجوز الأكل والشرب بعد الوضوء، قبل الصلاة؟ وهل تبطل صلاتي في حال أكلت أو شربت دون مضمضة؟

وجزاكم الله خيرا

1 الاجابة

الجواب وبالله التوفيق :

تستحب المضمضة عقب الأكل وشرب غير الماء كاللبن والعصائر ونحوها ، ولا يجب الوضوء منها ولا يطلب، باستثناء أكل لحم الجزور ففيه خلاف في الوضوء فمنهم من استحبه وهم الجمهور ، ومنهم من أوجبه كالحنابلة كما هو مفصل في كتب الحنابلة .

وعن استحباب المضمضة عقب الأكل ورد في الحديث عن بشير بن يسار عن سويد بن النعمان رضي الله عنه : ( أنه أخبره أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالصهباء - وهي على روحة من خيبر - فحضرت الصلاة ، فدعا بطعام فلم يجده إلا سويقا فلاك منه ، فلكنا معه ثم دعا بماء فمضمض ، ثم صلى وصلينا ولم يتوضأ ) . رواه البخاري .

وقد ورد في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما : (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فمضمض وقال : إن له دسما )) . متفق عليه .

وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا شربتم اللبن فمضمضوا فإن له دسما)). أخرجه ابن ماجه وغيره .

قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم (4/ 46) :(( قوله : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا ثم دعا بماء فتمضمض وقال إن له دسما ) : فيه استحباب المضمضة من شرب اللبن .قال العلماء : وكذلك غيره من المأكول والمشروب تستحب له المضمضة ، ولئلا تبقى منه بقايا يبتلعها في حال الصلاة ، ولتنقطع لزوجته ودسمه ويتطهر فمه )) .

والحاصل :فتستحب المضمضة بعد الأكل خاصة اللبن وماله دسم وكذا غيره ، ومن شرب العصائر ونحوها ، حتى لا يبقى أثر الطعام والشراب في الفم قبل الصلاة ، وأما الوضوء فلا ينتقض بالأكل أو الشرب ، إلا ما ذهب إليه الحنابلة ومن وافقهم إلى وجوب الوضوء من أكل لحم الجزور .

والله تعالى أعلم .

الفئة الرئيسية

العبادات والطهارة

الفئة فرعية

الطهارة

آخر تحديث للفتوى

عودة