بوابة الخدمات الذكية

الجواب وبالله التوفيق :

فإن المصاحف ( الإلكترونية ) المنسوخة على أجهزة الحاسوب والجوالات والأقراص الحاسوبية ونحوها من أجهزة العرض الحديثة لا تأخذ حكم المصحف الورقي في كل الأحوال ؛ لأن الكتابة فيها غير ثابته وإنما هي عبارة عن ذبذبات إلكترونية تظهر وتختفي بخلاف الكتابة في الأوراق ونحوها ، فيجوز لمسها وحملها للمحدث سواء كان حدثه أصغر أو أكبر .لعدم حصول المس المباشر لها دون حاجز ، وذلك لأن الجهاز أو الشاشة العارضة له مجرد ذبذبات إلكترونية ، فلا يعد مس تلك الشاشة أو الأجهزة مسّاً للمصحف المكتوب . فتجوز قراءة القرآن فيها ومسها .

أما المصحف المكتوب في الأوراق ، فلا يجوز أن يمسه المسلم المحدث - ذكراً كان أو أنثى - ، سواء كان حدثه أكبر ، أو أصغر ، لقول الله تعالى : (لا يمسه إلا المطهرون) [الواقعة:79].وفي الحديث عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يمس القرآن إلا طاهر )) . رواه الطبراني في الكبير والصغير ورجاله موثقون .(مجمع الزوائد ) [1 /276] وعن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم : أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم : (( أن لا يمس القرآن إلا طاهر )) . رواه مالك والدارقطني وغيرهما. قال ابن عبد البر في التمهيد [17 /397] : (( والدليل على صحة كتاب عمرو بن حزم تلقي جمهور العلماء له بالقبول )) . فلا يجوز لمس المصحف للمحدث ، والجنب من باب أولى ، كما هو مذهب جماهير الفقهاء وهو المعتمد.

ويجوز لغير المتوضئ - المحدث حدثاً أصغر - أن يقرأ القرآن لكن من غير لمس للمصحف كأن يقرأه غيباً أو من جهاز حاسوب أو جوال نحوهما .

ولا تجوز قراءة القرآن للحائض ولا للجنب عند جماهير الأئمة والفقهاء لا من المصحف ولا من الحفظ والصدر ولا من الحاسوب أو الجوال ، إنما تسبح وتحمد وتكبر وتهلل وتستغفر وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وتدعو الله تعالى وتتصدق وغير ذلك من أنواع الذكر والدعاء، وأجاز السادة المالكية القراءة للحائض.

والحاصل : فإنه يجوز مس المصاحف الإلكترونية ( بأنواعها ) وحملها للمحدث حدثاً أصغر أو أكبر ، سواء كان المصحف متوقفاً عن العمل أم كان في حالة التشغيل والعرض.

والله تعالى أعلم .