أرشيف الفتاوى - 67054

جمال المرأة من دواعي خطبتها

السؤال

وردنا السؤال التالي:

الرفاعى لم يذم الزواج من المرأة الصالحة، الجميلة،  وفيها باقي الصفات المطلوبة،  بل ذم الزواج من شديدة الجمال، وعلل كلامه (ولأنها قد تصرفه عن كثير من الطاعات في غالب الأوقات) فهل معنى ذلك بما اْن القياس فى الحديث على الرجل اْيضا اْن الرجل شديد الوسامة اْنه يقلل من وسامته ويمسخ نفسه ويذم الزواج من المرأة  التى فيها الصفات المطلوبة شرعا ولكنها شديدة الجمال؟

 

وجزاكم الله خيرا

1 الاجابة

الجواب وبالله التوفيق:

 الجمال أمر نسبي يختلف تقديره من شخص لآخر؛ فقد يعشق زيد ما لم يلفت نظر عمرو، ولو اتحد المزاج لبارت السلعة -كما قيل- .

وعلى كل حال؛ فإن جمال المرأة عامل من العوامل المرغبة في الزواج منها والتطلع إليه أمر مشروع، ولولا أهمية الجمال؛ لما سن النبي صلى الله عليه وسلم نظر الخاطب إلى من يريد خطبتها، ففي الحديث الذي رواه أحمد والترمذي من حديث المغيرة بن شعبة قال: خطبت امرأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنظرت إليها؟ قلت: لا، قال: فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما.

ففي هذا الحديث تنصيص على الحكمة من النظر إلى المخطوبة بقوله: فإنه أحرى أن يؤدم بينكما، وذلك لأنه سيرى منها ما يرغبه في الزواج منها بخلاف ما إذا تزوج من غير أن ينظر إليها، فإنه قد ينفر منها لأنه وجدها على غير ما وصفت له فينشب الخلاف...

وتأكيدا لهذا المعنى؛ فقد أخرج النسائي وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره.

قال ابن قدامة في المغني: ويختار الجميلة لأنها أسكن لنفسه وأغض لبصره وأكمل لمودته، ولذلك شرع النظر قبل النكاح. انتهى.

فلا حرج على الرجل أن يتزوج بالمرأة التي ارتضى دينها وخلقها وكانت فائقة الجمال؛ ومثل ذلك بالنسبة للمرأة في تزوجها بالرجل ذي الخلق والدين ثم كان بعد ذلك وسيما، بل إن في الجمال مزيد عفة لكل من الزوجين، وأما القول بأن على الوسيم السعي في مسخ نفسه، فذلك ما لم يقل به عاقل فضلا عن عالم، وحاشا أن يكون ذلك السخف من شريعة رب العالمين.

وقد أخرج مسلم في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ. قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ).

والله تعالى أعلم.

الفئة الرئيسية

الأحوال الشخصية

الفئة فرعية

أحكام المرأة

آخر تحديث للفتوى

عودة