أرشيف الفتاوى - 67233

ظلم الرجل لامرأته حرام

السؤال

وردنا السؤال التالي:

هجرني زوجي منذ ستة أشهر تقريبا لليوم،  وذلك بعد أن كشفت كل خياناته لي مع نساء أخريات وخداعه لي طوال فترة زواجنا وبعد عدة جلسات مع القضاة إلا أنه مازال الحال مستمرا إلى أن دخل علينا هذا الشهر الفضيل .

واليوم علمت بطريق غير مباشر إنه ذاهب للعمرة،  ولم يخبرني بنفسه . وهو لا يكلمني وظالمني في حقوقي الشرعية جميعها وعلما أني حاولت في عدة مرات أن أتوصل معه إلى حل، ولكن في كل مرة يفضل أنه يأكل حقنا وحق ابنتي وأن أتخلى عن حقوقها إذا طلبت الانفصال . مما دفعني أن أصمت طول هذه المدة، لأجل ابنتي لا تحزن أو تتاثر مما سيحصل ولا أفضل ذلك أن يكون بسببي..

ما حكم هذه العمرة وبماذا تنصحوني؟

 

وجزاكم الله خيرا

1 الاجابة

الجواب وبالله التوفيق:

الظلم ظلمات يوم القيامة، وخاصة ظلم الأرحام والأقارب لبعضهم، فإن كان الأمر كما قلت فزوجك مخطئ بلا ريب، وواجبه الندم والاستغفار والتوبة، وإعطاؤك كافة حقوقك بالمعروف، وإن سفره للعمرة مستحب شرعا إن صدق في نيته، ونوى التوبة والخروج من المظالم، ولعل هذه العمرة تكون سببا في رجوعه وتوبته لله عز وجل، فنوصيك بالتفاؤل والتريث ومحاولة الصلح ما استطعت سبيلا إلى ذلك، فإن قلوب العباد بيد رب الأرباب سبحانه وتعالى.

وأما إن كان معاندا مستمرا في ظلمه مصرا على اقتراف الآثام؛ فليعلم أن الظلم والإثم حجاب كثيف يحول بين العبد وبين قبول عمله وبين استجابة دعائه؛ لا يقبل الله له عملا إلا أن يتوب إلى الله تعالى لا سيما من ظلم العباد.

ولقد حرم الله تعالى الظلم على ذاته العلية وهو مالك الملك سبحانه، فأولى أن يكون الظلم محرما على العباد، فقال تعالى: وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ [غافر: 31]، وقال: وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [فصلت: 46 ]، وقال: وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ [آل عمران: 108]

- وقال سبحانه: إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء: 40]، وقال: إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [يونس: 44].

وفي صحيح مسلم وغيره عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تبارك وتعالى: يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا؛ فلا تظالموا...)).

سائلين الله تعالى أن يصلح الأحوال.

 

والله تعالى أعلم.

الفئة الرئيسية

الأحوال الشخصية

الفئة فرعية

أحكام المرأة

آخر تحديث للفتوى

عودة