أرشيف الفتاوى - 68822

حكم تداول الأسهم والتعامل في المحافظ التجارية

السؤال

وردنا السؤال التالي:

كثر الحديث منذ فترة عن التداول من خلال وسائل التواصل المتعددة.

يتم إيداع مبلغ من المال كمحفظة استثمارية ويتم التداول بالاستفادة من التغيرات على أسعار البترول والذهب والعملات وما إلى ذلك.

الاستفادة تأتي من باب اشتريت بسعر أقل وأبيع بسعر أعلى وهكذا يوجد مربح لدى المستثمرين.

صاحب المحفظة عُرضة للخسارة نتيجة تغيرات السوق بالسلب غالباً على غير المتوقع.

السؤال هنا ما هو حكم الشرع في موضوع التداول؟

 

جزاكم الله خيراً

1 الاجابة

الجواب وبالله التوفيق:

وردنا مثل هذا السؤال من قبل، فكانت الإجابة عنه بما يلي:

إن البيع والشراء بطريقة البورصة في بيع العملات هو القمار بعينه، حيث إن المساهم فيها يدخل بمبلغ معين كأقل نسبة للاشتراك، يؤهله ذلك المبلغ للتصرف بيعاً وشراءً بمبلغ هو أكبر منه بكثير، يتم فيها بيع وهمي، وشراء وهمي، ليس فيه تقابض فعلي، ولا إقباض، مع أنه بيع نقد بنقد، والشرط فيه الحلول والتقابض؛ وإن قلنا إن القبض اعتباري، بمعنى أن يعد إدخالـــه في الرصيد قبضاً، فإنه في صور هذا التعامل لا يدخل في رصيده مما يتـــم شراؤه ولا بيعه إلا ما يســمى بالربــح أو الخسارة، ثم إن الواقع العملــي لهـــذا التعامل _كما هو ملموس من أخبار المتعاملين_ أن نسبة الرابحين لايتجاوز عشـرة في المائة والباقون يخسرون، والرابحون كان تعاملهــم في غايـــة الحـــذر، وبأقــل الصفقات ثمنية، ومعنى ذلك أن هناك أيادٍ تلعـــب بأرصــدة النــاس؛ وتصطــادها بحجة خسارة الصفقات؛ وهو مايجــري في القمار بعينه، حيث يحتال صاحب مشروع القمار على المتراهنين؛ فيضيع عليهم أرصدتهم، ويكون هو الفائز في النهاية في جميع الأحوال. كما أن مبدأ القمار الذي هو الربح الوفير في الزمن القصير يجري في صور بيع البورصة تماماً، حيث قد يتحقق هذا لبعض المقامرين، ولكن سرعان ما تكر عليه الخسارة في مقامرة ثانية.

ثم إن المضارب بهذه الصورة إنما يستثمر أمواله بتعريضها للخسارة العالية في سبيل تحقيق أرباح عالية _لو صدق حدسه_ فكأنما هو يراهن على اتجاه الأسعار، وفي ذلك غرر كبير بالعواقب، بخلاف المضاربة بعروض التجارة الحاضرة التي يتم قبض وإقباض، غالباً ما تكون رابحة ولا يأتيها الخسران إلا نادراً، وبفعل عامل العرض والطلب غالباً، أو عدم الخبرة بالبيع والشراء، أو نحوذلك من الأحوال النادرة. فالبورصة بالعملات حقيقة ليست لنفع المتعاملين والمشاركين، ولكنها شراك لصيد أموالهــم، وذلــك أكــل لأمــوال الناس بالباطل، وإتلاف للمال وإضاعة له بغير وجه حق.

 

 والله تعالى أعلم.

الفئة الرئيسية

المعاملات المالية

الفئة فرعية

البيع

آخر تحديث للفتوى

عودة