أرشيف الفتاوى - 70505

السحب من بطاقة الائتمان بفائدة

السؤال

السلام عليكم

حجزت وحدة سكنية وحصلت لدي ظروف تمنعني من الاستمرار فى الدفع فى الوقت الحالى وسوف أقوم بخسارة مبلغ الحجز فى حالة عدم السداد.

هل يمكنني أن أسحب نقدا من (بطاقة الائتمان) بفائدة1 % بنظام التقسيط حتى أتمكن من إنقاذ موقف الوحدة السكنية وعدم خسارة مبلغ الحجز كاملا، أم هذا حرام ويعتبر ربا مرفوضا تحت أى مسمى وأي ظرف؟

وجزاكم الله خيرا

 

1 الاجابة

الجواب وبالله التوفيق:

الربا حرام، بل كبيرة من كبائر الذنوب المهلكة، والمرابي قد أعلن الله تعالى الحرب عليه، قال الله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين*فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون) "سورة البقرة: 278_279".

وفي الحديث الصحيح عن جابر رضي الله عنه قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه

وشاهديه وقال هم سواء) رواه مسلم.

وإن الله تبارك وتعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان صالحاً ومن مال طيب حلال، كما أن قبول الدعاء مرتهن بطيب المطعم والمشرب والملبس، فقد أخرج الإمام مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم} [المؤمنون: الآية 51] وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك).

فلا يجوز للمسلم أخذ الربا أو إعطائه؛ فإن اضطر إلى الاستلاف بالربا، فإن الله عز وجل عفا عن المضطر، ولا نجد حالتك قد وصلت للاضطرار، لأنك تريد بالاستلاف توقي خسارة المال الذي دفعته فحسب، وأما الاضطرار فمعناه:  فقد الإنسان ما يحتاج إليه في يومه وليلته مقومات الحياة من طعام وشراب وكساء... بحيث خشي الموت على نفسه أو أهله، قال الله تعالى: (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم).

واعلم بأن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

ففي الصحيح من مسند أحمد وغيره عن قتادة وأبي الدهماء أنهما نزلا على رجل من البادية فقالا له: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا؟ قال: نعم، سمعته يقول: (إنك لن تدع شيئا إتقاء الله إلا أعطاك الله خيرا منه).

والله تعالى أعلم.

الفئة الرئيسية

المعاملات المالية

الفئة فرعية

الربا والقروض

آخر تحديث للفتوى

عودة