بوابة الخدمات الذكية

الجواب وبالله التوفيق:

أوجب الشرع على الرجل المتزوج بأكثر من امرأة أن يعدل بين زوجاته .

والمراد بذلك : العدل في المبيت والسكن والنفقة والكسوة .

ومعنى العدل في المبيت : أن يقسم وقته بين نسائه بالعدل ، فإذا بات عند الأولى ليلة أو ليلتين ، بات عند كل واحدة من نسائه بقدر ذلك .

قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في الأم (5/110) :

والليالي ، وأن عليه أن يعدل في ذلك لا أنه مرخص له أن يجور فيه ".

فإذا كان عند الرجل أكثر من امرأة يجب عليه التسوية بينهن في القسم، سواء كن مسلمات أو كتابيات .. فإن ترك التسوية في فعل القَسْم : عصى الله سبحانه وتعالى ، وعليه القضاء للمظلومة ، لما روي في السنن الأربعة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل " .

فإذا كان للرجل أبناء أو أرحام يزورهم ويتفقدهم، فليس من العدل أن يخص الرجل زيارة أبنائه وأرحامه في يوم إحداهن، بل العدل يقتضي أن يجعل وقت الزيارة ويومها يدور بالتناوب على جميع زوجاته، وإذا سافر بإحداهن من أجل مصلحتها كحج أو سياحة أو غير ذلك، فواجبه قضاء تلك الأيام التي سافرها لمن لم تسافر معه منهن، هذا هو الواجب الشرعي، فإن تنازلت إحداهن عن حقها فذلك فضل منها وإحسان.

والله تعالى أعلم.