أرشيف الفتاوى - 70913

الحكم على حديث : من قرأ يس بعد الفجر...

السؤال

 

وردنا السؤال التالي:

هل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قرأ يس بعد صلاة الفجر، يقضي الله له فيها جميع حوائجه في الدنيا والآخرة،  وبعد صلاة الظهر سورة الواقعة يقيه الله فقر الدنيا والآخرة،  وبعد صلاة العصر سورة الرحمن يرحم الله فيها ضعفه،  و بعد صلاة المغرب سورة الدخان يستغفر له 70 ملك و بعد صلاة العشاء سورة الملك يقيه الله عذاب القبر"؟

وجزاكم الله خيرا

1 الاجابة

الجواب وبالله التوفيق:

هذه الأحاديث المشار إليها في السؤال فهي مابين حسنة وصحيحة وفي ضعفها  محتمل  ، وإليكم بعض الكلام في هذه الأحاديث :

قال الحافظ ابن كثير :

وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ مَغْفُورًا لَهُ. وَمَنْ قَرَأَ: "حم" الَّتِي فِيهَا الدُّخَانُ أَصْبَحَ مَغْفُورًا لَهُ". إِسْنَادٌ جَيِّدٌ.   وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ السَّكُونِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ الله عز وجل غُفِرَ لَهُ» .

وَقَدْ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ  : حَدَّثَنَا عَارِمٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْبَقَرَةُ سَنَامُ الْقُرْآنِ وَذُرْوَتُهُ، نَزَلَ مَعَ كُلِّ آيَةٍ مِنْهَا ثَمَانُونَ مَلَكًا، وَاسْتُخْرِجَتْ اللَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [الْبَقَرَةِ: 255] مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فَوُصِلَتْ بِهَا- أَوْ فَوُصِلَتْ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ- وَيس قَلْبُ الْقُرْآنِ لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللَّهَ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ، وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ» وَكَذَا رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَ الْأَعْلَى عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بِهِ.
ثُمَّ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ  : حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ وَلَيْسَ بِالنَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«اقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ» يَعْنِي يس   ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ بِهِ، إِلَّا أَنَّ فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه، وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: مِنْ خَصَائِصِ هَذِهِ السُّورَةِ أَنَّهَا لَا تُقْرَأُ عِنْدَ أَمْرٍ عَسِيرٍ إلا يسره الله تعالى، وَكَأَنَّ قِرَاءَتَهَا عِنْدَ الْمَيِّتِ لِتُنْزِلَ الرَّحْمَةَ وَالْبَرَكَةَ، وليسهل عليه خروج الروح، والله تعالى أَعْلَمُ. آه تفسير ابن كثير .

عن عطاء بن أبي رباح. قال: بلغنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ (يسَ) في صدر النهار قضيت حوائجه)). رواه الدارمى مرسلا

وفي تذكرة الموضوعات للفتني :أَبُو هُرَيْرَة «مَنْ قَرَأَ حم الدُّخَانَ فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ سَبْعُونَ ألف ملك» فِيهِ عَمْرو بن راشد يضع ،قلت أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَلَيْسَ هُوَ ابْن رَاشد بل عَمْرو بن أبي خثعم وَلم يجرح بكذب فَلَا يدْفع حَدِيثه.

 وأيضا فيه :
أبُو هُرَيْرَة «مَنْ قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ مَغْفُورًا لَهُ وَمَنْ قَرَأَ الدُّخَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَصْبَحَ مَغْفُورًا لَهُ» فِيهِ مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا يضع: قلت لَهُ طرق كَثِيرَة عَنهُ بَعْضهَا على شَرط الصَّحِيح أخرجه التِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ .

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَةٌ أَبَدًا» , فَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَأْمُرُ بَنَاتَهُ بِقِرَاءَتِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ " تفسير بن كثير ) قلت وسكت عليه.

وقال الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف :
ثمَّ رَوَاهُ عَن إِسْحَاق بن أبي إِسْرَائِيل عَن مُحَمَّد بن الْمُنِيب الْعَدنِي عَن السّري ابْن يَحْيَى عَن أبي ظَبْيَة عَن ابْن مَسْعُود نَحوه وَزَاد وَقد أمرت بَنَاتِي أَن يَقْرَأْنَهَا كل لَيْلَة
لم يذكر فِيهِ شجاعا
وَعَن أبي يعْلى رَوَاهُ أَبُو بكر بن السّني فِي كتاب عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة بِهَذَا الْإِسْنَاد الثَّانِي وَمَتنه وَهُوَ سَنَد جيد .

وأيضا قال الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف :قلت: رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون ابْن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الرَّحْمَن رحم الله ضعفه وَأَدَّى شكر مَا أنعم الله عَلَيْهِ)
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان وَمتْن الثَّعْلَبِيّ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس وَمتْن الثَّعْلَبِيّ.

 وسكت .

فكيف يحكم عليه بالوضع  فإذا له أصل صحيح  وأقل أحواله حسن ، والذين يتشددون أو يحتاطون فلهم أن يحكموا بالضعف فقط لا الوضع.

وعلى طريقة ابن كثير والزيلعي يكون الحديث حسنا .

وأما سورة الملك فقال الحافظ ابن كثير: 
  قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا حَجَّاج بْن مُحَمَّد وَابْن جَعْفَر قَالَا حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ قَتَادَة عَنْ عَيَّاش الْجُشَمِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ سُورَة فِي الْقُرْآن ثَلَاثِينَ آيَة شَفَعَتْ لِصَاحِبِهَا حَتَّى غُفِرَ لَهُ : تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْك " وَرَوَاهُ أَهْل السُّنَن الْأَرْبَعَة مِنْ حَدِيث شُعْبَة بِهِ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث حَسَن .

هذا ، والله أعلم بالصواب .

الفئة الرئيسية

القرآن والحديث

الفئة فرعية

الحديث الشريف

آخر تحديث للفتوى

عودة