أرشيف الفتاوى - 70922

قول حسبي الله ونعم الوكيل على الزوج

السؤال

وردنا السؤال التاتلي:

 

 ما حكم قول حسبي الله ونعم الوكيل على الزوج؟

 

وجزاكم الله خيرا.

1 الاجابة

 

الجواب وبالله التوفيق:

أصل هذه الكلمة إنما تستعمل في جنس الأذكار والدعاء الذي يقال عند حصول الهموم والكروب، ومعناه أعتصم وألتجئ وأفوض أمري إلى الله جل وعلا فهو يكفيني وعليه المعتمد في دفع الضر وجلب الخير.

فأصل وضع هذ الذكر إنما يقال في الاعتصام بالله تعالى في الكروب والمصائب، وليس هو دعاء استنصار من حيث الأصل، إلا أن الناس قد قصدوا به الدعاء على الخصوم بأن يكفيهم الله شر هذا الخصم بالهلاك والضرر ونحو ذلك، وقريب منه قول الناس الله أكبر عليك.

فإن كان القصد الدعاء وهو الظاهر، فإن كان الداعي دعا بحق وكان مظلومًا فلا يحرم مثل هذا الدعاء، وإن كان بغير حق فهو محرم، وهو من جنس الظلم والتعدي المذموم فترجع على صاحبها.

ونحن نوصيك أن تتقي الله في نفسك وفي زوجك وبيتك، إذ كان الأولى بك أن الدعاء له بالهداية والصلاح، قال الله تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [ الروم: 21]، فالبيوت إنما تبنى على الرحمة والمحبة والصبر، وأما المشاكل إنما تحل بالعقل والحكمة، وأما هذه النزغات الشيطانية فلا فائدة ترجى من جرائها إلا الندم والخسران، وأي فائدة في الدعاء على الزوج؛ إذ شره سيعود على أهل بيته، كما أن خيره سيعود أثره الطيب على أهل بيته وولده، فخيره يرجع إليك وشره مثل ذلك فتنبهي.

قال شيخ الاسلام في مختصر الفتاوى المصرية: " وَمن قَالَ : الله أكبر عَلَيْك ، فَهُوَ من نَحْو الدُّعَاء عَلَيْهِ ، فَإِن لم يكن بِحَق؛ وإلا كَانَ ظَالِمًا لَهُ؛ يسْتَحق الِانْتِصَار مِنْهُ لذَلِك، إِمَّا بِمثل قَوْله، وَإِمَّا بتعزير". انتهى

 

والله تعالى أعلم.

الفئة الرئيسية

مسائل مختلفة

الفئة فرعية

تصحيح مفاهيم

آخر تحديث للفتوى

عودة