أرشيف الفتاوى - 70900

حكم العطور المحتوية على نسبة من الكحول

السؤال

وردنا السؤال التالي:

سؤالي حول ما ورد أنه في آخر الزمان، يأتي أقوام يستحلون الخمر ويسمونها بغير اسمها. ومعلوم أن كل مسكر حرام، وأن الله تعالى إذا حرّم شيئاً حرم ثمنه وحمله وبيعه...، والسؤال هو أن أغلب العطور والمستحضرات هذه الأيام تكاد لا تخلو من نسب عالية من كحول الإيثيلي، وهو كحول مسكر.

وكما تعلمون فضيلتكم أن بعض العلماء رخص في استعمال ما حواه لأنه ليس معداً للشرب فلا يسمى خمراً، فهو كالمخدرات.

هل الأخذ بهذا القول ينافي الأحاديث الواردة؟

وجزاكم الله خيرا

1 الاجابة

الجواب وبالله التوفيق:

يستخدم الكحول كمطهر خارجي للجروح ونحوها، ويستخدم أيضاً في العطور وما يسمى البارفان ونحوه من العطور الحديثة المصنعة.

والعطور يمكن أن تركب بالطريقة التقليدية باستخدام الزيوت بدلاً من الكحول. فإن وجد العطر الخالي من الكحول فهو أولى.

والعطور المشتملة على نسبة غير ضئيلة من الكحول بحيث يُسكر كثيرها إن شرب - مثلاً - ففي نجاستها خلاف بين العلماء، وخلافهم مبني على نجاسة الخمر وطهارتها؛ فمن حكم على الخمر بالنجاسة أثبت لهذه العطور النجاسة، وهو مذهب الجمهور، ومن قال بطهارة الخمر، قال: إن هذه العطور طاهرة.

وعلى القول بطهارة العطور كثير من المعاصرين، خاصة إذا كانت بنسبة ضئيلة ولم يصل الكثير منها لحدّ الإسكار، لعموم البلوى بها، وتقليداً لمن قال بطهارة الخمر كربيعة شيخ مالك والمزني والليث والشوكاني والصنعاني وغيرهم.

والورع لا يخفى، وهي مسألة عمت بها البلوى، ولا ينبغي التشديد فيها، خاصة وأن هناك من العلماء من قال بطهارة الخمر.

فإن أردت الاحتياط والتورع، فاجتنب العطورات المشتملة على شيء من الكحول، وتوجد من بدائل كثيرة خالية عن الكحول.

وقال بعض أهل العصر: إن الكحول استهلكت وذابت في العطور، ولم تعد ذات أثر. وإن وجدت فهي نسبة ضئيلة جداً.

وعليه فالصلاة بعد استعمال هذه العطور المذكورة صحيحة بناء على ما تقدم.

وما ذكرتموه في أول السؤال لا خلاف فيه، إلا أنه خارج مسألتنا، فالكلام فيها عن العطور التي تشتمل على نسبة ضئيلة وهي التي لا تسكر من الكحول الإيثيلي، توجد في بعض العطور، ولا تدخل فيما ذكرت من نصوص.

والله تعالى أعلم.

الفئة الرئيسية

الأطعمة والذبائح واللباس

الفئة فرعية

اللباس والزينة

آخر تحديث للفتوى

عودة